في زمان غريب عشت فيه كالطيف العابر الذي ليس له وقت محدد لزيارة الآخرين, عشت حاملا في قلبي غصت السنين ومر الآهات والأنين, أعيشي وفي نفسي ضيق وغضب غريب لم أستطع أن أفسر أسبابه, صحيح أني أحمل ابتسامه كبيرة يغار منها كل إنسان حزين لكن في داخلي كل أحزان البشر, لقد حاولت أن أرمي أحزاني في أحد البحار فإذا به يفيض ويشتكي من ثقل أحزاني, فجربت بأن ألقي بأحزاني في مكان أخر فقلت لما لا أخفيها بين أوساط الجبال فإذا بالجبال تدك وتصبح رمال ولم تستطع أن تتحمل ما أنا عليه, هذا أنا, الحزن كله,
بعد كل ذلك الحزن قلت في نفسي لما لا أفتح باب الأمنيات,
تمنيت أكون نورس على شاطيء البحر يطير بين أحبابه والى وطنه يعود ,, وتمنيت أكون عصفور بين أغصان الشجر يعزف أحلى لحن ولا يبالي بالغروب ,, وتمنيت الكثير والكثير ولكن ما تمنيت بيوم ان أكون إنسان هزته الهموم والأحزان ,, ولكن للأسف أنا إنسان ,, إنسان ضاق بزمانه وشاف الأمرين وعاش تايه في الدنيا بلا دليل يدله بدربه ,, ويا خساره يا زمن